الصراع بين طليطلة وسرقسطة


الصراع بين المأمون بن ذي النون وسليمان المستعين بن هود
الأندلس, طليطلة وسرقسطة
كانت الخصومة بين طليطلة Toledo وسرقسطة Zaragoza شرسة، كما تلطخت بالخيانة وموالاة النصارى على بعضهم، وتمكينهم من أراضي المسلمين، ويمكننا أن نقول: إن هذه الخصومة تُعَدُّ الأسوأ في تاريخ الأندلس وخاصة في عهد ملوك الطوائف، مأساةٌ حقًّا أن يسحق النصارى المسلمين، ويعيثوا في بلادهم تحت إشراف حُكَّام مسلمين، وفي أراضي المسلمين!
إنها أحداثٌ تزرف منها العيون، ويقشعر القلب من ذكرها، ويسيل القلم حسرة من كتابتها!
كان النزاع على أشُدِّه بين المأمون بن ذي النون صاحب طليطلة وبين سليمان المستعين بن هود صاحب سرقسطة، وكانت تلك فتنة هوجاء عصفت بالمسلمين، وزالت هيبتهم عند النصارى؛ فمعلوم أن سرقسطة تمثِّل من الناحية الجغرافية الجانب الشمالي الشرقي لطليطلة، وكانت سلسلة المدن والقلاع والحصون التي تمتدُّ بين الثغر الأعلى (سرقسطة)، وبين الثغر الأوسط (طليطلة)، من قلعة أيوب وحتى وادي الحجارة هي موضع الاحتكاك والتنازع بين الخصمين[1].
معركة وادي الحجارة بين المأمون وابن هود
وعلى الرغم من أن وادي الحجارة من أعمال طليطلة، إلاَّ أن هناك بعضًا من أهلها مالوا إلى سليمان بن هود في سرقسطة، وكانت هذه فرصة لابن هود أن ينفث في رُوح الفرقة بين أهلها؛ ليتسنَّى له السيطرة عليها بسهولة، وهو ما حدث بالفعل، فما زالت رُوح الفُرقة تتزايد بين أهلها المشتَّتين، بين طليطلة وسرقسطة، حتى بعث سليمان بن هود جيشًا عليه ابنه أحمد وليَّ عهده، ودخل وادي الحجارة بتدبيرٍ من شيعته، وكان ذلك سنة (436هـ=1044م)، وما أن علم المأمون بذلك حتى هرع إلى وادي الحجارة، ودارت بينه وبين أحمد بن هود معارك طاحنة، سالت فيها كثير من الدماء، وكانت الغلبة فيها لابن هود، وفرَّ المأمون وتتبَّعه أحمد بن هود بجيشه، وحاصره في مدينة طلبيرة، الواقعة على نهر التاجة غرب طليطلة، وبعث أحمد لأبيه سليمان بن هود يُعْلِمه بالخبر، فأمره بترك المأمون والرجوع إلى سرقسطة، ورفع الحصار عن طلبيرة، وبذلك نجا المأمون من موت مُؤَكَّد[2]!
المأمون والاستعانة بالنصارى
كانت هزيمة منكرة بلا شكٍّ للمأمون بن ذي النون، إلاَّ أنه لم ييأس وغلبه الجنوح إلى الغلبة والأنفة، ويا ليت أنفته كانت على نصارى الإسبان! وإنما كانت أنفته على مسلمي سرقسطة، الذين استهان بدمائهم، وجعلهم عرضة لجنوده وللنصارى، كما سنرى!
لم يَهُنْ المأمون ولم يَلِنْ له عزم، ولم تأخذه الراحة حتى يأخذ بثأره من سليمان بن هود، فماذا يفعل المأمون؟ وقد أنهكته الهزيمة وأخذت منه جُلَّ جيشه وعسكره، فَكَّر المأمون بن ذي النون ووجد ضالته في الاستعانة بالنصارى على أخيه المسلم، والتجأ إلى فرناندو الأول ملك قشتالة يستعين به، مقابل أن يدفع له الجزية، فاستجاب فرناندو للطلب، ونِعْمَ ما يطلبه المأمون!
وعلى الفور ولم تمضِ أيام حتى كانت خيل النصارى تعيث فسادًا في بلاد سليمان بن هود؛ قتلاً ونهبًا وسرقة، وليس لهم رادع يردعهم! فأين جيوش سليمان بن هود؟! وأين عنجهيَّته وجبروته؟ أم أن قوَّته على المسلمين! أم أنه: [الكامل]
أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الحُرُوبِ نَعَامَةٌ *** فَرْخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصافر الصَّافِرِ[3]
لقد فرَّ سليمان بن هود وتبعه جنوده، وتحصَّنوا بحصونهم، وتركوا رعيتهم لسيوف النصارى!
كان مصابًا عظيمًا للمسلمين في سرقسطة؛ إذ كان ذلك الهجوم في وقت الحصاد، فقام النصارى بحصده وحمله، ولم يكتفوا بذلك بل خربوا الزروع والأراضي، وحملوا ما شاء لهم أن يحملوه إلى بلادهم، وكانت فرصة للمأمون أن يثأر لهزيمته، فأغار على بلاد ابن هود ونهب منها ما شاء.
تحالف المأمون مع المعتضد بن عباد ضد ابن هود
ولم يكتفِ المأمون بذلك فقط، بل عزم على عقد تحالفات أخرى مع ملوك الطوائف؛ يستعين بهم على ابن هود، وعرض المأمون على المعتضد بن عباد صاحب إِشْبِيلِيَة صداقته وتحالفه، واستمرَّت المفاوضات بينهما، وقَبِلَ المعتضد بالله ذلك الحلف وتلك النصرة، على أن يعترف المأمون بالدعوة الهاشمية، ويُبايع للمدعو هشام المؤيد، وتكون له الدعوة في مساجد طليطلة، ووافق المأمون بن ذي النون، مع أن أباه إسماعيل بن ذي النون قد رفضها من قبلُ، ولكنها المصالح!
ويبدو أن المأمون خرج من ذلك الحلف خاسرًا خائبًا؛ إذ انشغل المعتضد عنه بقتال ابن الأفطس صاحب بَطَلْيُوس، فلم ينلْ منه ما يُريد، وعاد بتحالفه بخُفَّيْ حنين![4].
سليمان المستعين والاستعانة بالنصارى
أما ابن هود فإنه وقع في تلك السقطة التي وقع فيها المأمون، وذهب إلى النصارى يستعين بهم -أيضًا- على المأمون، وبعث إلى فرناندو ملك قشتالة بالهدايا والتحف، وأغراه في طليطلة، فاستجاب فرناندو ولبَّى دعوته، وبعث بسراياه فعاثت في أراضي طليطلة فسادًا وتخريبًا، حتى وصلت إلى وادي الحجارة، وقلعة النهر (قلعة هنارس).
لم ييأس المأمون من المعركة والتمس مساعدة غرسية ملك نافار، وهو أخو فرناندو ملك قشتالة وكانت بينهما عداوة، وبعث المأمون إلى غرسية بالأموال والتحف يستنصره على ابن هود، فأغارت قوات غرسية على أراض سرقسطة المتاخمة له فيما بين تُطِيلَة ووَشْقَة، وافتتح قلعة قلبرة أو قَلَهُرَّة من ثغر تُطِيلَة سنة (437هـ=1045م)، والتي فتحها المنصور بن أبي عامر، وعاثت فيها قوات النصارى تخريبًا.
وهكذا استباح النصارى في قشتالة ونافار بلادَ المسلمين في طليطلة وسرقسطة، بمساعي ابن هود وابن ذي النون المشئومة الذميمة، وانهارت خطوط الدفاع، وساءت أحوال المسلمين، فاضطر أهل طليطلة إلى أن يبعثوا كبراءهم إلى سليمان بن هود؛ طلبًا للصلح، وحفظًا لأراضي المسلمين من ظفر النصارى بها، واستحواذهم عليها، وتظاهر كلٌّ من سليمان بن هود والمأمون بالقبول والمصالحة، ثم غدر سليمان بن هود بما كان عاهد عليه أهل طليطلة والمأمون، ويبدو أن كلاًّ منهما لم يكن مستعدًا لقبول الصلح؛ فالعداوة بينهما ملأت القلوب!
استعلاء النصارى على المسلمين
لم يمضِ كثير من الوقت حتى خرج سليمان بن هود بجنوده، ومعه طالعة من حلفائه النصارى متجهًا إلى مدينة سالم من أعمال طليطلة، ولم تصمد حاميتها أمامه، وقتل منهم الكثير، وبسط نفوذه على الحصون التي انتزعها منه المأمون، وكان معه في ذلك كله عبد الرحمن بن إسماعيل بن ذي النون، وهو أخو المأمون، وجعل يدُلُّه على عورات المأمون وثغراته، ولما علم المأمون بالحادثة أسرع ليستردَّ المدينة ويُدافع عنها، وانتهز فرناندو حليف ابن هود غياب المأمون، فبعث سراياه فعاثت في أراضي طليطلة خرابًا وتقتيلاً؛ حتى يئس أهلها، وبعثوا إلى فرناندو يطلبون الصلح والمهادنة، فطلب منهم أموالاً كثيرة، واشترط عليهم شروطًا لم يقدروا عليها، وقالوا له: لو كنا نقدر على هذه الأشياء وهذه الأموال لأنفقناها على البرابرة واستدعيناهم لكشف ما نحن فيه من المعضلة.
فردَّ عليهم فرناندو (ويا ليته لم يَرُدّ) قائلاً: «أمَّا استدعاؤكم البرابرة، فأمر تَكثرون به علينا، وتهدِّدوننا به، ولا تقدرون عليه، مع عداوتهم لكم، ونحن قد صمدنا لكم ما نبالي من أتانا منكم، فإنما نطلب بلادنا التي غلبتمونا عليها قديمًا في أوَّل أمركم؛ فقد سكنتموها ما قُضِيَ لكم، وقد نصرنا الآن عليكم برداءتكم، فارحلوا إلى عُدوتكم (يقصد عُدوة المغرب)، واتركوا لنا بلادنا؛ فلا خير لكم في سكناكم معنا بعد اليوم، ولن نرجع عنكم، أو يحكم الله بيننا وبينكم»[5].
وهكذا لم يجد أهل طليطلة قبولاً لِمَا عرض عليهم من الصلح، وعلى الجانب الآخر كان غرسية وجنوده حلفاء المأمون يعيثون في أراضي ابن هود فسادًا وتخريبًا، ودامت هذه الفتنة الهوجاء بين هذين الأميرين المشئومين على المسلمين لمدة ثلاث سنوات (435-438هـ=1043-1046م)، ولم تنتهِ إلاَّ بموت سليمان المستعين بن هود صاحب سرقسطة؛ إذ تنفَّس المأمون بن ذي النون الصعداء[6].
طليطلة وسرقسطة.. سليمان بن هود والمأمون بن ذي النون.. إنهما نموذج صارخ لتلك الحروب والخصومات التي عاشتها أمَّة الإسلام، وعانت ويلاتها في تلك الفترة المشئومة على المسلمين فترة ملوك الطوائف.
المفتدر بن هود
هدأت الأمور نوعًا ما بين المملكتين؛ إذ انشغل أولاد سليمان الخمسة في النزاع على أملاك أبيهم، وقد استطاع المقتدر بالله أحمد بن هود أن يتغلَّب على إخوته، وأن يُكَوِّنَ مملكة من أعظم ممالك الطوائف، بعد أن ضمَّ طُرْطُوشة إلى أملاكه سنة (452هـ=1060م) [7]، كما انتزع دانية من صهره علي إقبال الدولة بعد أن حاصرها وذلك سنة (468هـ=1076م)[8]؛ وبذلك أضحت سرقسطة أكبر ممالك الطوائف مساحة وأعظمها قوَّة.
يحيى القادر بن ذي النون
كما بدأ المأمون يتوسَّع على حساب الممالك الصغيرة الأخرى، واستطاع أن يُكَوِّنَ مملكة قوية مترامية حتى وصلت إلى بَلَنْسِيَة شرقًا، وما لبث المأمون إذ وافته المنية بعد ثلاث وثلاثين عامًا، وذلك بقرطبة سنة (467هـ=1075م)، وخلفه حفيده يحيى القادر على أملاك طليطلة وأعمالها.
لم يكن يحيى القادر على مقدار الكفاءة السياسية والعسكرية التي كانت عند جدِّه المأمون؛ إذ كان سيئ الرأي، قليل الخبرة والتجارِب، فوقع تحت تأثير العبيد والخدم ونساء القصر، وطائفة من قرناء السوء وبطانة الشرِّ، ظلُّوا وراءه حتى أوغروا صدره من مدبِّر دولته ابن الحديدي، فقتله في أوائل ذي الحجة (468هـ=1076م) -على نحو ما فصَّلْنَا- وسرعان ما انقلب عليه أعوان الأمس، وصاروا يُؤَلِّبُون العامَّة عليها، وانهالت عليه الضغوط من كل جانب، وكانت هذه فرصة للمقتدر بن هود أن يُغير على طليطلة وأعمالها، وفعلاً كثَّف المقتدر غاراته واستعان بالنصارى في ذلك، ولم يستطع يحيى القادر بن ذي النون أن يَرُدَّ عليه، وظلَّ الأمر هكذا حتى استطاع المقتدر بن هود أن ينتزع منه مدينة شَنْتَبَرِيَّة[9].
سقوط طليطلة
ملوك الطوائف في الأندلس سنة (478هـ/1085م) – طليطلة Toledo وسرقسطة Zaragoza
تطوَّرت الأحداث كثيرًا في كلٍّ من طليطلة وسرقسطة؛ إذ تصاعد الخطر النصراني على بلاد المسلمين، وبدأ ألفونسو السادس يُسَدِّد ضرباته القوية على ممالك الطوائف المختلفة، حتى أضعفها وأنهكها؛ مرَّة بالجزية، ومرَّة بالغارات المتتالية، والواقع أن أحوال يحيى القادر في طليطلة كانت تُنذر بالخطر ووقوع النكبة؛ إذ اندلعت الثورة ضدَّه في طليطلة وهرب منها إلى حصن وَبْذَة سنة 472هـ، إلا أنه استطاع أن يعود على حراب ألفونسو مرَّة أخرى، والتي أعقبتها زواله وخروجه ذليلاً من طليطلة؛ إذ وقعت النكبة وسقطت في يد ألفونسو في صفر (478هـ=1085م)، وخرج القادر يحيى إلى بلنسية تحت الحماية القشتالية في شوال (478هـ=1086م).
وعاث النصارى قتلاً وتخريبًا في المسلمين وديارهم تحت سمعه وبصره، ولم يُحَرِّك ساكنًا، وأمام هذه التطوُّرات الخطيرة يصل الخبر إلى بَلَنْسِيَة بالعبور المرابطي، فيهرع النصارى في بلنسية إلى ألفونسو لنجدتهم من الاتحاد الأندلسي المرابطي، وتكون معركة الزلاقة وينتصر المسلمون في (رجب 479هـ=أكتوبر 1086م)، ويتنفَّس أهل بلنسية الصعداء، بخروج النصارى وانتصار المسلمين، وهكذا انتقلت دولة القادر بن ذي النون من طليطلة إلى بلنسية.
الصراع على بلنسية
وعلى الجانب الآخر تُوُفِّيَ المقتدر أحمد بن هود سنة (475هـ=1081م)، بعد 35 سنة حاكمًا على سرقسطة، بيد أن أبناء المقتدر يوسف والمنذر اقتتلا فيما بينهما على عرش أبيهما، واستعان كلٌّ منهما بالنصارى على أخيه، فارتمى يوسف المؤتمن في أحضان السيد القمبيطور، وجيشه من المرتزقة القشتاليين، وارتمى المنذر في أحضان سانشو ملك أراجون ورامون أمير بَرْشُلُونَة، وانتهت الفتنة بتغلُّب يوسف المؤتمن بن هود على مملكة سرقسطة، وانحصر سلطان المنذر في لارِدَة وطُرْطُوشة، وبدأت أطماع يوسف تَتَّجه صوب بلنسية، إلا أنه فشل في انتزاعها من يد حاكمها أبي بكر بن عبد العزيز، إلاَّ أنَّ ابن عبد العزيز أحسَّ بالخطر، ودارت بينهما مفاوضات انتهت بالتقارب بينهما بالمصاهرة؛ إذ زوَّج أبو بكر ابنته لأحمد المستعين بن يوسف المؤتمن وذلك سنة 477هـ، ومات المؤتمن سنة (478هـ=1085م)، ولم يُحَقِّق حلمه، وخلفه من بعده ابنه أحمد المستعين.
تطوَّرت الأحداث على هذا النحو في المملكتين، وأسفرت معركة الزلاقة عن انجلاء الحصار القشتالي عن بلنسية 479هـ، وتجدَّدت أطماع المستعين بن هود في بقية أملاك طليطلة، وأخذ يتحيَّن الفرص ليقتنصها ويُحَقِّق حلم آبائه، وجاءته الفرصة إذ إن عمه المنذر كان يرقب هو الآخر الفرصة للاستيلاء على بَلَنْسِيَة، وحشد جنوده وفرض عليها الحصار سنة (481هـ=1080م)، وهنا هرع القادر بن ذي النون إلى حليفه أحمد المستعين بن هود، الذي لبَّى دعوته مسرعًا وهو ينوي نية الاستيلاء، مستعينًا في ذلك على القمبيطور وجنوده المرتزقة، وما أن اقترب المستعين ومَنْ معه من مرتزقة القمبيطور، حتى أنهى المنذر الحصار وعرض على يحيى صداقته، وهنا ظهرت ألاعيب كلٍّ من القمبيطور والمستعين، وظلَّ كلٌّ منهما يلعب على الآخر، وتفكَّك الحلف بينهما؛ إذ ظهرت النوايا الخفيَّة في سيطرة كلٍّ منهما على بَلَنْسِيَة، وانتهى الأمر أن غدت بَلَنْسِيَة في يد القمبيطور، وكانت مصابًا عظيمًا، ومحنة جليلة للمسلمين هناك وذلك سنة (488هـ=1096م)، وبقيت بَلَنْسِيَة في أيدي النصارى حتى استردَّها المرابطون سنة 495هـ[10].
انتهاء الصراع بسقوط الدولتين
عاد المستعين حاملاً أذيال الخيبة من فشل محاولاته في انتزاع بلنسية، إلى أن قُتل في معركة بلتيرة أو فالتيرا أمام ألفونسو المحارب ملك أراجون في (رجب 503هـ=يناير 1110م)، وخلفه ابنه عبد الملك الملقَّب بعماد الدولة، والذي كانت نهاية دولة بني هود على يديه؛ فقد دخل المرابطون سرقسطة سنة (503هـ=1110م)، وكانت آخر ممالك الطوائف سقوطًا في يد المرابطين، وظلَّت في أيديهم إلى أن سقطت في يد ألفونسو الأول ملك أراجون في رمضان (512هـ =1118م) [11].
وهكذا انتهت الأحداث بين مملكتي طليطلة وسرقسطة، والتي كان الاعتماد فيها واضحًا على جند النصارى والمرتزقة، والذي كان له بعيد الأثر في تدهور الأوضاع حتى سقوط المملكتين.

[1] عنان: دولة الإسلام في الأندلس 3/98.
[2] ابن عذاري: البيان المغرب 3/277، 278، وابن الخطيب: أعمال الأعلام ص 177، 178.
[3] البيت لعمران بن حطان السدوسي.
[4] ابن عذاري: البيان المغرب 3/278، 279، وابن الخطيب: أعمال الأعلام ص178.
[5] ابن عذاري : البيان المغرب 3/282.
[6] انظر تفاصيل ذلك في، ابن عذاري: البيان المغرب 3/277-283، وابن الخطيب: أعمال الأعلام ص178، وعنان: دولة الإسلام في الأندلس 3/98-101.
[7] ابن عذاري: البيان المغرب 3/250.
[8] المصدر السابق 3/228.
[9] عنان: دولة الإسلام في الأندلس 3/107.
[10] ابن عذاري: البيان المغرب 3/303-306، وعنان: دولة الإسلام في الأندلس 3/229، 287.
[11] ابن الأبار: الحلة السيراء 2/248، وابن الخطيب: أعمال الأعلام ص175، وابن خلدون: تاريخ ابن خلدون 4/163.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
طريق المسلم © 2012 | الى الأعلى | تعريب وتطوير |