أمة الإسلام بين الصعود والهبوط

0 التعليقات

سنة قيام وسقوط الأمم
بعد وصول المسلمين في الأندلس إلى هذه المرحلة من الضعف والتفتت والهوان هناك تعليق عام وتحليل، واستراحة على طول طريق الأندلس منذ الفتح وحتى هذه المرحلة، نستجلي فيه سُنَّة من سنن الله I في كونه بصفة عامة، وفي الأمة الإسلامية بصفة خاصة، وهي سُنَّة قيام وسقوط الأمم، وسُنَّة الارتفاع والهبوط، تلك التي لوحظت بشكل لافت في الدولة الإسلامية خاصة. 
وحقيقةُ الأمر أنه منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، بل حتى قيام الساعة، اقتضت سُنَّة الله في الأمم والحضارات بصفة عامة أن تقوم ثم تسقط وتزدهر ثم تندثر، فمن سنن الله تعالى أن كانت هناك قوانين اجتماعية وإنسانية عامة تتصل مباشرة بضبط مسيرة الحياة الإنسانية ومسيرة الأمم والشعوب، فإذا ما التزمت الأمم والحضارات بهذه القواعد دامت وكانت في خير وسعادة، وإذا حادت عنها لقيت من السقوط والاندثار ما هي أهل له؛ قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]
وليست الأمة الإسلامية بمنأى عن هذه السنن الكونية، فمنذ نزول الرسالة على رسول الله r والدولة الإسلامية تأخذ بأسباب القيام فتقوم، ثم تحيد عنها فيحدث الضعف ثم السقوط. 
أمة الإسلام
وأسباب قيام الدولة الإسلامية كثيرة على نحو ما ذكرنا فيما مضى، والتي كان من أهمِّها:

الإيمان بالله والاعتقاد الجازم بنصرته وقدرته.
الأُخوة، والوحدة، والتجمُّع ونبذ الفرقة.
العدل بين الحاكم والمحكوم.
العلم، ونشر الدين بين الشعوب.
إعداد العدة، والأخذ بالأسباب
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}[الأنفال: 60]
فإذا أخذ المسلمون بهذه الأسباب فإنهم سرعان ما يقومون، وغالب الأمر يكون القيام بطيئًا ومتدرجًا، وفيه كثير من الصبر والتضحية والثبات، ثم بعد ذلك يكون القيام باهرًا، ثم يحدث انتشار للدولة الإسلامية بصورة ملموسة، حتى تُفتح الدنيا على المسلمين، وهنا يصبر القليل على الدنيا وزينتها ويقع الكثيرون في الفتنة. 
«إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ»[1]. 
ومن جديد يحدث الضعف فالسقوط، وعلى قدر الفتنة بالمادة والمدنية يكون الارتفاع والانحدار، والسقوط والانهيار.
فقه عمر بن الخطاب في مقاومة الفتنة
وأمر الفتنة هذه هو الذي فقهه عمر بن الخطاب  في سنة (17هـ=735م) حينما أمر بوقف الفتوحات في بلاد فارس، في عمل لم يتكرَّر في تاريخ المسلمين، إلا لدى قليل ممن هم على شاكلته، وذلك حين فُتحت الدنيا على المسلمين وكثرت الغنائم في أيديهم. 
خاف عمر بن الخطاب  أن تتملك الدنيا من قلوب المسلمين، وخشي أن يُفتَنوا بالدنيا ويخسروا الآخرة فيخسروا دولتهم، وكان همه أن يُدخل شعبه الجنة، لا أن يُدخله بلاد فارس، إذا كان دخول فارس على حساب دخول الجنة، وقال : وددت أن بيننا وبين فارس جبلاً من نار لا نصل إليهم منه ولا يصلون إلينا[2]. ولم يعد  إلى مواصلة الفتوح إلا بعد أن هجم الفرس على المسلمين، وخاف على المسلمين الهزيمة والضياع. 
والأمة الإسلامية تنفرد بأنها أمة لا تموت ودائمًا في قيام، فإذا سقطت أتبع السقوط قيام، أما ألا يُتبَع السقوطَ قيامٌ فهذا ليس من سنن الله مع المسلمين، ولا يحدث إلا مع أمم الأرض الأخرى غير الإسلامية، تلك الأمم التي يغلب عليها سقوط واندثار لا يتبعه رجعة، حتى وإن طال أجل القيام والازدهار، ومن أصدق الأمثلة على ذلك حضارة الفراعنة، واليونان، وإمبراطوريتي فارس والروم، وإمبراطورية إنجلترا التي لا تغرب عنها الشمس.. وهذه السُّنة الكونية يمثلها قوله تعالى: {كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[المجادلة: 21]. وقوله: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]. ومما يُثبت سُنَّة الله هذه في الدولة الإسلامية قول رسول الله : «إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»[3]. 
فمعنى هذا أنه سقوط، ومن بعد السقوط ارتفاع وعلوٌّ، وهذا الارتفاع سيكون على يد مجدِّد أو مجموعة مجدِّدين، وهكذا إلى قيام الساعة. 
والتاريخ الإسلامي مليء بمثل هذه الفترات، ففيه الكثير من أحداث الارتفاع والهبوط، ثم الارتفاع والهبوط، ولم يكن هذا خاصًّا بتاريخ الأندلس فقط؛ بل إن صحابة رسول الله  شاهدوا ذلك بأعينهم، فبعد وفاته  مباشرةً حدث سقوط ذريع وانهيار مروِّع، ورِدَّة في كل أطراف جزيرة العرب، التي لم يبق منها على الإسلام سوى مكة والمدينة وقرية صغيرة تسمى هجر (هي الآن في البحرين). 
وبعد هذا السقوط يحدث قيام عظيم وفتوحات وانتصارات، كان قد جدَّد أمرها وغرس بذرتها أبو بكر الصديق  بعد أن أجهز على الردَّة، ثم فُتحت الدنيا على المسلمين في عهد سيدنا عثمان بن عفان ، فحدثت الفتنة والانكسارات في الأمة الإسلامية؛ مما أدَّى إلى مقتله  وهو الخليفة الراشد وصاحب رسول الله ، وظلَّت هكذا طيلة خلافة سيدناعلي بن أبي طالب 
ومن جديد يستتبُّ الأمر، وتقوم الدولة الأموية وتستكمل الفتوح، ثم فترة من الزمان ويحدث سقوط آخر حين يفسد أمر بني أمية، وعلى أَثَره يقوم بنو العباس فيُعيدون من جديد المجد والعزّ للإسلام، وكالعادة يحدث الضعف ثم السقوط، وعلى هذا الأمر كانت كل الدول الإسلامية الأخرى التي جاءت من بعدها، مرورًا بالدولة الأيوبية وانتهاءً بالخلافة العثمانيةالراشدة، التي فتحت كل شرق أوربا، وكانت أكبر قوة في زمنها. 
فهي إذًا سنة من سنن الله تعالى، ولا يجب أن تَفُتَّ في عضد المسلمين، ولا بُدَّ للمسلمين من قيام بعد سقوط، كما كان لهم سقوط بعد قيام، وكما ذكرنا سابقًا فإنه ليس بين الله I وبين أحد من البشر نسب. 
«يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا»[4]. 
فإن ضلَّ المسلمون الطريق، وخالفوا نهج نبيهم؛ فستكون الهزيمة لا محالة، وسيكون الانهيار المروِّع الذي شاهدناه في الأندلس، والذي نشهده في كل عهود المسلمين.
واقع العالم الإسلامي المعاصر
المرحلة التي يعيشها المسلمون الآن وتصنيفها:
قد يتساءل المرءُ: ما هو تصنيفنا كمسلمين في هذا العصر وفقًا للمراحل السابقة ما بين الارتفاع والهبوط، أو القيام والسقوط؟ 
وواقع الأمر- وكما هو واضح للعيان- أن الأمة الإسلامية تمرُّ الآن بمرحلة من مراحل السقوط؛ سقوط كبير وضعف شديد وفرقة للمسلمين، سقوط مباشر لسقوط الخلافة العثمانية في عشرينيات القرن الماضي، وهو أمر طبيعي ودورة طبيعية من دورات التاريخ الإسلامي، وسُنَّة من سنن الله تعالى كما رأينا. 
إلا أن مرحلة السقوط الأخيرة هذه قد شابها أمران لم تعهدهما الدولة الإسلامية، ولم يحدثا من قبل في مراحل سقوطها المختلفة:
غياب الخلافة
إذ حدث ولأول مرة في التاريخ أن يُصبح المسلمون بلا دولة واحدة تجمعهم، فرغم ما كان وما يكون من السقوط والانهيار على مدى فترات الضعف التي مرت بها الأمة الإسلامية، إلا أنه لم تكن لتغيب صورة الخلافة عن الأذهان بحالٍ من الأحوال، منذ الدولة الأموية في القرن الأول الهجري، وحتى سقوط الخلافة العثمانية في القرن الرابع عشر الهجري؛ حيث كان الإسلام سياسيًّا (دين ودولة) طيلة أربعة عشر قرنًا من الزمان.
غياب الشرع الإسلامي
فلم يكن -أيضًا- في أيٍّ من عصور السقوط السابقة للدول الإسلامية، مع ما يصل المسلمون إليه من تدنٍّ وانحدار لم يكن قطُّ يُلغى الشرع أو يغيب، نعم قد يُتجاوز أحيانًا في تطبيق بعض أجزائه، لكن لم يظهر على الإطلاق دعوة تنادي بتنحية الشرع جانبًا، وتطبيق غيره من قوانين البشر مما هو أنسب وأكثر مرونة على حسب رؤيتهم. 
وإن مثل هذين العاملين ليجعلان من مهمة الإصلاح والتغيير أمرًا من الصعوبة بمكان، ورغم ذلك فإنه وكما أوضحنا ليس بمستحيل؛ لأن المستحيل هنا هو التعارض مع سنن الله I التي تقول بأن دولة الإسلام في قيام حتى قيام الساعة.
مبشرات قيام الأمة الإسلامية
الإسلام قادم
وهناك من المبشِّرات نحو قيام الدولة الإسلامية الآن الكثير والكثير، فمنذ سقوط الخلافة العثمانية سنة (1342هـ= 1924م) كان قد حدث انحدار كبير -ولا شك- في معظم أقطار العالم الإسلامي، إن لم يكن كله (بعد سقوط الخلافة العثمانية أُقيمت الدول العربية عدا السعودية على أساس علماني شبيه بالدول الغربية)، وظلَّ هذا الوضع حتى أوائل السبعينيات، ثم كانت الصحوة في كل أطراف الأمَّة الإسلامية في منتصف السبعينيات وإلى يومنا هذا. 

ونظرة واحدة إلى أعداد المصلين في المساجد خاصة الشباب، وإلى أعداد المحجبات في الشوارع في كل أطراف العالم الإسلامي، وانتشار المراكز الإسلامية في كل بلاد أوربا وفي أميركا، والصحوة الجهادية في البلاد المحتلة مثل فلسطينوالعراق والشيشان وغيرها، وحال الإسلام في جمهوريات روسيا السابقة بعد احتلال نصراني وشيوعي دام لأكثر من ثلاثمائة عام، نظرة واحدة إلى مثل هذه الأمور وغيرها يُبَشِّر بالقيام من جديد.

[1] الترمذي:  2336 وقال: هذا حديث صحيح غريب. وأحمد 17506، وابن حبان 3223، والحاكم:
[2] الطبري: تاريخ الأمم والملوك 2/498، وابن الأثير: الكامل في التاريخ، 2/382.
[3] أبو داود: كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة 4291، وقال: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل. والحاكم 8592، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة 599.
[4] البخاري: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب 2602، ومسلم: كتاب الأيمان، باب في قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 204.
أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad

مملكة غرناطة

0 التعليقات

مملكة غرناطة
مملكة غرناطة آخر معاقل الإسلام في الأندلس

كان الخلاف بين أبناء الأندلس في تلك الآونة العصيبة يذهب إلى حدِّ التضحية بأقدس المبادئ وأسمى الاعتبارات، وكانت وشائج القومية والدين والخطر المشترك كلها تغيض أمام الأطماع الشخصية الوضيعة، ففي العام نفسه الذي سقطت فيه جيان بعد حروب غير مؤثرة بين المسلمين والنصارى، وفي سنة (643هـ=1245م) وحماية لحقوق وواجبات مملكة قشتالة النصرانية وولاية غرناطة الإسلامية، يأتي فرناندو الثالث ملك قشتالة ويعاهد ابن الأحمر الذي يتزعم ولاية غرناطة، ويعقد معه معاهدة يضمن له فيها بعض الحقوق ويأخذ عليه بعض الشروط والواجبات[1].

أبو عبد الله محمد بن الأحمر
وقبل أن نتحدث عن بنود هذه الاتفاقية وتلك المعاهدة، نتعرف أولاً على أحد طرفي هذه المعاهدة وهو ابن الأحمر، فهو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن نصر، والذي ينتهي نسبه إلى سعد بن عبادة الخزرجي صاحب رسول الله  [2]، لكن شتَّان بين محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر هذا، وبين سعد بن عبادة الخزرجي! وقد سُمِّي بابن الأحمر ولم يكن هذا اسمًا له، بل لقبًا له ولأبنائه من بعده حتى نهاية حكم المسلمين في غرناطة.
معاهدة العار بين ابن الأحمر وملك قشتالة
وكانت بنود المعاهدة التي تمت بين ملك قشتالة وبين محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر هذا هي:
دفع الجزية سنويا
يدفع ابن الأحمر الجزية إلى ملك قشتالة، وكانت مائة وخمسين ألف دينار من الذهب سنويًّا[3]، وكان هذا تجسيدًا لحال الأمة الإسلامية، وتعبيرًا عن مدى التهاوي والسقوط الذريع بعد أفول نجم دولة الموحدين القوية المهيبة، والتي كانت قد فرضت سيطرتها على أطراف كثيرة من بلاد الأندلس وإفريقيا.
تبعية غرناطة لقشتالة
أن يحضر اجتماع مجلس قشتالة النيابي (الكورتيس)، باعتباره من الأمراء التابعين للعرش[4]، وفي هذا تكون غرناطة تابعة لقشتالة ضمنيًّا.
تحكم غرناطة باسم ملك قشتالة
أن يحكم غرناطة باسم ملك قشتالة علانية؛ وبهذا يكون ملك قشتالة قد أتم وضمن تبعية غرناطة له تمامًا[5].
تسليم حصون جيان
أن يسلمه ما بقي من حصون جيان- المدينة التي سقطت أخيرًا-  وأرجونة وغرب الجزيرة الخضراء حتى طرف الغار، وبذلك يكون ابن الأحمر قد سلم لفرناندو الثالث ملك قشتالة مواقع في غاية الأهمية تحيط بغرناطة نفسها[6].
تبعية غرناطة لقشتالة عسكريا
وهو أمر في غاية الخطورة، وهو أن يساعده في حروبه ضد أعدائه إذا احتاج إلى ذلك؛ أي أن ابن الأحمر يشترك مع ملك قشتالة في حروب ملك قشتالة التي يخوضها أيًّا كانت الدولة التي يحاربها[7].
مملكة غرناطة آخر معاقل الإسلام في الأندلس
غرناطة ولماذا يعاهدها ملك قشتالة؟

لم تكن غرناطة -في سنة (646هـ= 1248م)- تمثل أكثر من 15٪ وهي تضم ثلاث ولايات متحدة؛ هي: ولاية غرناطة، وولاية مالقة، وولاية ألمرية، ثلاث ولايات تقع تحت حكم ابن الأحمر، وإن كان هناك شيء من الاستقلال داخل كل ولاية.
ولنا أن نتساءل ونتعجب: لماذا يعقد فرناندو الثالث اتفاقية ومعاهدة مع هذه المملكة التي أصبح القضاء عليها ميسورًا؟! لماذا لم يأكل غرناطة كما أكل غيرها من بلاد المسلمين ودون عهود أو اتفاقيات؟!
والواقع أن ذلك كان للأمور التالية:
الكثافة السكانية في غرناطة
كانت بغرناطة كثافة سكانية عالية؛ وهذا ما جعل من دخول جيوش النصارى إليها من الصعوبة بمكان، وقد كان من أسباب هذه الكثافة العالية أنه لما كانت تسقط مدينة من مدن المسلمين في أيدي النصارى كان النصارى -كما ذكرنا- ينتهجون نهجًا واحدًا، وهو إما القتل أو التشريد والطرد من البلاد.
فكان كلما طُرد رجل من بلاده عمَّق واتجه ناحية الجنوب، فتجمَّع كل المسلمين الذين سقطت مدنهم في أيدي النصارى في منطقة غرناطة في الجنوب الشرقي من البلاد[8]، فأصبحت ذات كثافة سكانية ضخمة، وهذا ما يصعب معه دخول قوات النصارى إليها.
حصون غرناطة المنيعة
كانت غرناطة ذات حصون كثيرة ومنيعة جدًّا، نشأت هذه الحصون كسبب طبيعي من جراء الحروب المتواصلة قديمًا، والتهديد المرتقب بالفناء على يد النصارى، هذه الحصون والأسوار هي نفسها التي جعلت غرناطة مملكة قوية، بل وقد نقول: إنها قد حددت حدودها، وكانت هذه الحصون تحيط بغرناطة وألمرية ومالقة[9].
ومن هنا وافق فرناندو الثالث على عقد مثل هذه المعاهدة، وإن كانت كما رأينا معاهدة جائرة ومخزية، يدفع فيها ابن الأحمر الجزية، ويحارب بمقتضاها مع ملك قشتالة، ويتعهد فيها بألا يحاربه في يوم ما.

[1] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس 7/41، 42.
[2] ابن الخطيب: الإحاطة، 2/92.
[3]  محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، 7/42.
[4] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، 7/43. مع ملاحظة أن النظام السائد في الممالك النصرانية حتى ذلك الوقت هو النظام الإقطاعي الذي يتمتع فيه الأمراء أصحاب الإقطاعيات بنفوذ واستقلال كبير في حدود إقطاعياتهم على أن يكون من واجباتهم إمداد الدولة بالأموال والضرائب، وأن تكون أموالهم وقواتهم في خدمة العرش حال احتياج المملكة إليهم.
[5] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، 7/42.
[6] ابن أبي زرع: الذخيرة السنية، ص68، وتاريخ ابن خلدون، 7/190.
[7] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، 7/42.
[8] انظر: تاريخ ابن خلدون، 4/171.
[9] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس 7/443، 444.
أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad

محمد بن تومرت .. مؤسس دولة الموحدين

0 التعليقات

ابن تومرت (473-524 هـ= 1080-1130م)
كانت دولة المرابطين تتَّجه بقوَّة نحو هاوية سحيقة وكارثة محقَّقة، وكان لا بُدَّ أن تتحقَّق سُنَّة الله تعالى بتغيير هؤلاء واستبدالهم بغيرهم، وهذا ما تمَّ بالفعل؛ إذ قام سنة (512هـ= 1118م) رجل من قبائل مصمودة الأمازيغية (البربرية) يُدعى محمد بن تومرت بثورة على المرابطين، وكان محمد بن تومرت صاحب منهج في التغيير والإصلاح مختلف بالكلية عن منهج الشيخ عبد الله بن ياسين -رحمه الله.
وقد وُلِدَ محمد بن تومرت هذا سنة (473 هـ= 1080 م) [1]، ونشأ في بيت متدين في قبيلة مصمودة[2]، وقد نسب هو نفسه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب[3]، لكن غالبَ الأمر أنه من قبائل الأمازيغ (البربر) في هذه المنطقة، وقد ظلَّ محمد بن تومرت في هذا البيت إلى سنة (500هـ= 1107م)، وكان قد بلغ من العمر آنذاك 27 سنة، وكان شغوفًا بالعلم، وكانت عادة الطلاب في ذلك الزمن أن يتجوَّلوا في سائر البلاد الإسلامية؛ ليتعلموا من علماء المسلمين في مختلف الأقطار؛ ولهذا فقد سافر محمد بن تومرت في سنة (500هـ= 1107م) إلى قرطبة وتلقَّى العلم هناك، ولم يكتفِ بذلك بل عاد وسافر إلى بلاد المشرق، فذهب إلى الإسكندرية ثم إلى مكة، حيث أدَّى فريضة الحج، وهناك تتلمذ على أيدي علماء مكة فترة من الزمان، ثم رحل إلى بغداد وقضى فيها عشر سنوات كاملة؛ يتلقَّى العلم على أيدي علماء بغداد جميعهم، وكانت بغداد تموج آنذاك بتيارات مختلفة من علماء السُّنَّة والشيعة والمعتزلة.. وغيرهم الكثير ممن أخذ وتلقَّى على أيديهم العلم.
وذهب محمد بن تومرت بعد ذلك إلى المشرق، وتَذْكُر بعض المصادر أنه تلقَّى العلم على الإمام أبي حامد الغزالي -رحمه الله- إلا أن هذا غير صحيح بيقين[4]- وعاد بعدها إلى الإسكندرية ثم إلى بلاد المغرب العربي[5]، ويصف ابنُ خلدون محمد بن تومرت بعد عودته تلك في سنة (512 هـ= 1118م) وكان قد بلغ من العمر 39 سنة، فيقول: أصبح محمد بن تومرت «بحرًا متفجرًا من العلم، وشهابًا واريًا من الدين»[6]. يعني أنه جمع علومًا كثيرة وأفكارًا جمَّة من تيارات إسلامية مختلفة، وأصبح بالفعل من كبار علماء المسلمين في هذه الآونة.
منهج التغيير عند ابن تومرت
في طريق عودته من بلاد العراق والشام مكث محمد بن تومرت فترة في الإسكندرية يُكمل فيها تعليمه، وهناك بدأ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن خلال سيرته ورغم أنه -كما ذكرنا- كان عالِمًا كبيرًا، إلاَّ أنه كان شديدًا غاية الشِّدَّة في إنكار المنكر والأمر بالمعروف، شِدَّة تصل إلى حدِّ التنفير، فكان يَنْفرُ عنه كثير من الناس حينما يأمرهم بالمعروف أو ينهاهم عن المنكر، حتى إنه خرج من الإسكندرية مطرودًا منها، طرده واليها بعدما خشي منه، ثم ركب في سفينة متَّجهة إلى بلاد المغرب العربي، وعلى السفينة -أيضًا- ظلَّ ابن تومرت على حِدَّته في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فمنع الخمور على ظهر السفينة، وأمر بقراءة القرآن.
واشتدَّ على الناس واختلف معهم كثيرًا، فألقوه في عُرض البحر، وتركوه وساروا إلى بلاد المغرب، وهو يسبح بإزاء السفينة نصف يوم كامل، فلما رأوا ذلك اشفقوا عليه، وأنزلوا مَنْ أخذه من البحر وعظم في صدورهم، ولم يزالوا مكرمين له إلى أن نزل من بلاد المغرب[7]، وفي تونس تنتهي رحلته فينزل إلى بلد تُسَمَّى المهدية، ولما انتهى إلى المهدية نزل بمسجد مغلق، وهو على الطريق، وجلس في طاق شارع إلى المحجة ينظر إلى المارة فلا يرى منكرًا من آلة الملاهي، أو أواني الخمر إلا نزل إليها وكسرها، فتسامع الناس به في البلد فجاءوا إليه وقرءوا عليه كتبًا من أصول الدين[8].
محمد بن تومرت .. مؤسس دولة الموحدين
كان ابن تومرت يُرِيد تغيير المنكر كله تغييرًا جذريًّا ودفعة واحدة، والحقُّ أن هذا أمر مخالف لسُنَن الله تعالى؛ فحين بدأ الرسول بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة لم يأمر بهذا التغيير الجذري المفاجئ ولا سعى إليه، بل إن الأمور كانت تتنزل عليه من عند الله  بصورة متدرِّجَة؛ فقد نزل أمر اجتناب الربا على درجات متسلسلة، ومراعية للتدرُّج مع الناس، وكذلك كان الأمر في تحريم الخمور وتجريمها، والناس قبل ذلك لم تكن تعرف لكليهما حرمة، حتى في أمر الجهاد والقتال في سبيل الله؛ فلم يتنزل هذا التكليف دفعة واحدة.

تلك الأمور التي فقهها جيدًا عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- حين تولَّى الخلافة الأموية؛ فقد كانت هناك كثير من المنكرات في دمشق وما حولها من البلاد، وكان ابن عمر بن عبد العزيز -رحمهما الله- شديدًا في الحقِّ، فأراد أن يُغَيِّرَ كل هذه المنكرات مستقويًا بسلطان أبيه، إلاَّ أنه وجد أباه عمر بن عبد العزيز يسير فيها بطريقة متدرِّجة فشقَّ ذلك عليه، فذهب إليه، وقال له: يا أبي؛ أنت تملك الأمور الآن، ولك هيمنة على بلاد المسلمين، فيجب أن تُغَيِّرَ هذا المنكر كله، وتُقيم الإسلام كما ينبغي أن يُقام. فقال له عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-: يا بُنَيَّ؛ لو حملتُ الناس على الحقِّ جملةً واحدة تركوه جملةً واحدة[9].
لكن محمد بن تومرت لم يكن ينحو مثل هذا المنحى، إنما يُريد أن يُغَيِّرَ كل شيء تغييرًا جذريًّا، بل وبأسلوب فظٍّ شديد، وقد قال جَلَّ شأنه يخاطب نبيَّه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[آل عمران: 159]. خطابٌ لشخصه ؛ وهو المؤيَّد بالوحي، وأحكم الخلق، وأعلم البشر جميعًا: إن دعوتَ إلى الله  بفظاظة وغلظة انفضَّ الناس عنك، فما البال بعموم الناس من دونه؟!
ابن تومرت وعبد المؤمن بن علي
ولما كان ابن تومرت في بجاية قابل رجلاً، كان يُريد هو -أيضًا- ما كان يُريده ابن تومرت في أوَّل رحلته في طلب العلم إلى الأقطار الإسلامية المختلفة، ذلك الرجل كان يُدعى عبد المؤمن بن علي، وفي أول لقاء له به سأله عن سبب تركه لبلاده وسياحته في البلاد، فأجابه بأنه يبحث عن العلم والدين، فردَّ عليه محمد بن تومرت بأن بضاعتك وما تبغيه لديَّ، فالتقيا كثيرًا، وقد أخذ محمد بن تومرت يُعَلِّمُه من علمه ما أعجب عبد المؤمن بن علي كثيرًا، وتآخيا في الله، وظلاَّ معًا في طريقهما لم يفترقَا حتى مات محمد بن تومرت على نحو ما سيأتي بيانه[10].
أخذ عبد المؤمن بن علي العلم من ابن تومرت مع الطريقة الفظَّة في الدعوة إلى الله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبدأ الاثنان معًا يدعوان إلى الله  في بلاد المغرب العربي، وقد انضمَّ إليهما خمسة آخرون، وأصبحوا بذلك سبعة أفراد بمحمد بن تومرت نفسه[11]، وعلى هذه الحال وجد محمد بن تومرت ومن معه أن المنكرات قد كثُرت بصورة لافتة في بلاد المرابطين، ووجد أن الخمور قد تفشَّت حتى في مراكش، تلك العاصمة التي أسَّسها يوسف بن تاشفين –رحمه الله- من قبل، وكانت ثغرًا من ثغور الإسلام، كما رأى الولاةَ وقد بدءوا يظلمون الناس، ويفرضون عليهم الضرائب، ويأكلون أموال اليتامى، ووجد -أيضًا- ذاك السفور والاختلاط قد انتشر وصار شيئًا مألوفًا بين الناس؛ حتى إنه شاهد بنفسه امرأة سافرة وقد خرجت في فوج كبير، وعليه حراسة مما يماثل أفواج الملوك، وحينما سأل عن صاحبة هذا الفوج وتلك المرأة السافرة، علم أنها أخت أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، فأنكر ذلك عليها إنكارًا شديدًا؛ حتى إن بعض المصادر تثبت أنه وأصحابه كانوا يضربون وجوه مطاياها حتى أوقعوها من عليه[12].
هذا هو المنهج الذي سلكه محمد بن تومرت قاصدًا به الإصلاح والتغيير، وهو -بلا أدنى شكٍّ- مخالف تمامًا للنهج القويم، ونهج رسول الله  في العمل ذاته على نحو ما رأينا.      

[1] انظر: ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 9/201، فقد قال: «ثم مات المهدي وكان عمره إحدى وخمسين سنة، وقيل: خمسًا وخمسين سنة». وعلى هذا فهو إمَّا مولود في 469 أو 473هـ، وفي مولده اختلاف كبير غير هذا.
[2] ابن خلدون تاريخ ابن خلدون، 6/236.
[3] عبد الواحد المراكشي: المعجب في تلخيص أخبار المغرب ص245، وابن خلدون: تاريخ ابن خلدون 6/236، ويقول الذهبي في سير أعلام النبلاء، 19/539: «المدعي أنه علوي حسني، وأنه الإمام المعصوم المهدي».
[4] يقول الأستاذ عبد الله عنان مفندًا هذه المقولة: «ونحن نقف قليلاً عند هذه الرواية، التي يُرَدِّدها كثير من مؤرِّخي المشرق والمغرب؛ إذ متى وأين كان هذا اللقاء؟ وفي أي الظروف؟ لقد خرج ابن تومرت من وطنه في طلب العلم سنة 500 أو 501هـ، وقضى فترة في الأندلس، وفي المهدية، وفي الإسكندرية، ثم سافر لقضاء فريضة الحج، وقصد على إثر ذلك إلى بغداد، وإذًا فيكون من المرجَّح أنه لم يصل إليها قبل سنة 504 أو 505هـ، وقد كان الإمام الغزالي ببغداد يضطلع بالتدريس في المدرسة النظامية بين سنتي 484، 488هـ=1091، 1095م، وفي سنة 488هـ غادر العاصمة العباسية في رحلته التأملية الشهيرة التي استطالت حتى 499هـ، والتي زار فيها دمشق وبيت المقدس والإسكندرية ومكة والمدينة، وإذًا فيكون من المستحيل ماديًّا أن يكون ابن تومرت -الذي غادر وطنه لأول مرة في سنة 500هـ- قد استطاع أن يلتقي بالغزالي في بغداد أو غيرها من المدن التي زارها في خلال رحلته، ثم إنه ليس من المحتمل أن يكون هذا اللقاء قد وقع عند عودة الغزالي؛ ذلك أنه لم يمكث بها سوى فترة يسيرة، ثم رحل منها إلى نيسابور، حيث قام بالتدريس فيها استجابة لدعوة السلطان ملك شاه، ثم غادرها بعد قليل إلى مسقط رأسه طوس، وانقطع بها للعبادة والتأليف حتى توفي في جمادى الثانية 505هـ= ديسمبر سنة 1112م.
ويتضح من ذلك جليًّا بطلان قصة اللقاء بين ابن تومرت والإمام الغزالي من الناحية التاريخية، وفضلاً عن ذلك فإنه يوجد دليل مادي آخر على بطلان هذه القصة أو الأسطورة؛ ذلك أنها تُقرن بواقعة أخرى خُلاصتها أن ابن تومرت حينما لقي الإمام الغزالي، وأخبره بما وقع من إحراق المرابطين لكتابه إحياء علوم الدين بالمغرب والأندلس، تغيَّر وجهه، ورفع يده إلى الدعاء، والطلبة يُؤَمِّنُون، فقال: «اللهم مزِّق ملكهم كما مزَّقوه، وأذهب دولتهم كما أحرقوه». وأن ابن تومرت رجا الإمام عندئذ أن يدعو الله أن يكون ذلك على يده، فاستجاب الإمام، ودعا الله بذلك.
وينقض هذه الواقعة من أساسها أن قرار المرابطين بحرق كتاب الإحياء قد صدر لأول مرة في سنة 503هـ في أوائل عهد علي بن يوسف، وذلك حسبما يخبرنا ابن القطان، أعني بعد أن غادر الغزالي بغداد إلى نيسابور لآخر مرة، وقبيل وفاته بنحو عام، فأين إذًا ومتى كان لقاء ابن تومرت به؟ وكيف نستطيع إزاء هذه المفارقات الزمنية، أن نصدق تلك القصة التي نُسجت حول حرق كتاب الإحياء؟
هي أسطورة إذًا، نُسجت كما نسجت نسبة ابن تومرت إلى آل البيت؛ لتغدو هالة تُحيط بشخصه وسيرته، وتُذكي عناصر الخفاء والقدسية حول شخصه وإمامته، وقد اختير الإمام الغزالي لبطولتها بالذات لتبوُّئِه يومئذ أسمى مكانة من العلم والدين والورع في العالم الإسلامي... ومن ثمَّ فإنا نجد كثيرًا من المؤرخين والمفكرين يرفضون هذه الأسطورة والأخذ بها، فابن الأثير ينفيها بصراحة ويقول لنا: «والصحيح أن ابن تومرت لم يجتمع به أي: بالغزالي». ويُبْدِي ابن خلدون ريبة فيها، ويحملها على محمل الزعم، وكذلك يُعاملها لسان الدين بن الخطيب، وكذلك فإن البحث الحديث يُنكرها وينفيها، ومن أصحاب هذا الرأي المستشرق الألماني ميللر، والعلامة المستشرق إجناس جولدسيهر... على أن ذلك كله لا يعني أن ابن تومرت لم يتأثَّر في تعاليمه الدينية بآراء الغزالي ونظرياته...». محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس 4/161-163.
[5] انظر: عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص245، وتاريخ ابن خلدون، 6/226، والسلاوي: الاستقصا، 2/78.
[6] انظر ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 6/226.
[7] عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص246.
[8] السلاوي: الاستقصا، 2/79.
[9] انظر: الذهبي: تاريخ الإسلام، 6/419.
[10] عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص247، وابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 1/227، والسلاوي: الاستقصا، 2/80، ومنهم من قال: إنه لقيه بملالة على بعد فرسخ من بجاية. ومنهم من قال: بفنزارة من بلاد متيجة. انظر: عبد الواحد المراكشي: المعجب، ص100.
[11] انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان: 5/49، والذهبي: سير أعلام النبلاء، 19/543، والسلاوي: الاستقصا، 2/83.
[12] انظر: ابن كثير: البداية والنهاية، 12/231، وابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 6/227.
أكمل قراءة الموضوع Résuméabuiyad
 
طريق المسلم © 2012 | الى الأعلى | تعريب وتطوير |